الخيول العربية في العيون الغربية
كان الغرب مسحورا بجمال هذه المخلوقات وقد تعلق الغرب بالخيل العربية حتى قبل أن يروها من خلال ما سمعوه وما قرأوه من قبل المستشرقين الذين عاش كثير منهم تحت كنف القبائل العربية البدوية فبهرتهم طبائع الفروسية التي تميز بها رجالها وبهرهم تعلق الفارس بفرسه أو بحصانه أيما تعلق حتى أنك لتظن أنه مكمل لأفراد عائلته, فهو الذي يطعمه وهو الذي يقوم برعايته بنفسه معظم الأوقات
قام كثير من المستشرقين بشراء الخيل العربية ومن ثم جلبوها لديارهم وحافظوا على نسل الخيل العربية عندهم وقد لقحوا بعض أفراسهم الغير عربية من الأفحل العربية فتحسنت كل سلالات خيلهم وظهرت لخيلهم مواصفات لم يعهدوها من قبل مثل السرعة والتحمل .
بعد عقود كثيرة من الزمن لا حظ الأجانب أن الخيل العربية في موطنها الأصلى بدأت تهمل من ناحية تحديد أنسابها بل أن بعض العرب أخذ يهجن الأفراس العربية بأفحل غير أصيلة مثل أفحل فصيلة الثوروبريد والتي تمتاز بالسرعة للمسافت القصيرة فقط كل هذا بغية إنتاج خيل سريعة لغرض الفوز في سباقات الخيل العربية لأنه في ذلك الوقت كانت السباقات التي تقام في بعض الدول العربية هي للخيل العربية فقط ومن هنا دخل الغش في موضوع الانساب ثم تم بعد ذلك إنشاء منظمة وظيفتها تسجيل أنساب الخيل العربية حول مختلف أنحاء العالم وقد أطلق على هذه المنظمة إسم
World Arabian Horse Organization ويرمز لها إختصارا بـ(W.A.H.O) ومقرها المملكة المتحدة
وكان ذلك بالتحديد في شهر أغسطس من عام 1970 . وقد قامت المنظمة بزيارة بعض البلدان العربية وتسجيل ما كان محفوظا عندها من أنساب الخيل العربية ثم بعد ذلك كل ما يأتي للمنظمة من خيل لا يعرف أصلها ولا أمها أو أبيها لا يعتد بها حتى وإن كانت تملك كل صفات الجمال.
وقد أخذت تجارة الخيل العربية عندهم بالإتساع حتى وصلت أسعار بعض الأفحل لأسعار خيالية تتراوح بالملايين للرأس الواحد كل هذا بسبب أن بلدانهم أصبح يعقد فيها مسابقات لجمال الخيل العربية مما شجع على تملكها وتربيتها.
طبعا الأفحل وصلت إلى هذا المستوى من الأسعار عندهم لأن هذه الأفحل بالمقابل كانت تدر عليهم أرباحا خيالية أيضا وذلك عن طريق زيادة أنتاج خيل أصحاب الأفحل وكذلك بسبب آخر وهو الأهم عندهم ألا وهو التشبيَة(أي التلقيح) بمقابل مادي كبير جدا بل وصل الأمر أن يباع ماء الفحل بآلاف الدولارات ويكون ذلك بأن يؤخذ ماءه ويقسم لعدة جرعات لعدة أفراس ومن هذه الجرعات ما يتم تلقيح الفرس به حالا ومنها ما يتم حفظها في أواني خاصة مبردة تبريدا شديدا جدا بواسطة غاز النيتروجين السائل ثم تجمع إلى أن يأتي المشتري أو أن ترسل له على بعد آلاف الأميال طبعا هذه الطريقة غير مقبولة شرعا عندنا
فصعود الفحل أصلا على الأنثى للتشبية بمقابل غير جائز عندنا فما بالك ببيع ماء الفحل.
مع تطور العلم الحديث قامت هذه المنظمة بالاستعانة بأحدث ما توصل إليه العلم في إثبات نسب مواليد الخيل العربية المسجلة عندهم وذلك بالاستعانة بمختبرات عالمية لتحليل الصبغة الوراثية أو البصمة الوراثية للمواليد وإثبات أن المولود هو نتاج تزاوج الفحل العربي الفلاني مع الفرس العربية الفلانية ويتم بعد ذلك إصدار شهادة نسب للمولود تحتوي على شجرة نسب أمه وشجرة نسب أبيه مجتمعتان في شهادة نسبه هو.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقك يهمنا لتقيم مواضيعنا ...... من حق أي شخص التعليق ولكن ليس من حق أي أحد التعدي علي الاخرين فحريتك تنتهي عندما تبدأ حريه الاخرين وشكرا ....
وتذكر انه (( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))