امسك عصاية ثورتك مالطرف
عامان من الثورة.. كلا ليست "علي الثورة" ، هي "من الثورة".. الثورة مازالت مستمرة ولم تقف.. التفاعل المتسلسل بدأ بفعل أثر الفراشة بشرارة البو عزيزي التونسي لتلهب الثورات...
منذ عامين ، بتاريخ 11/2/2011 في تمام الساعة 6:05 مساءً بثت شاشات
التليفزيون مشهد عمر سليمان وهو واقف يقرأ خطاب تنحي مبارك معلنا خلع
دكتاتور كبس علي أنفاس المصريين لثلاثة عقود.. لم أكن لأتخيل في أكثر
أفكاري قتامة واكتئابا أن هذا سيكون حالنا بعد خلع الدكتاتور.. لم أكن لأظن
أنه سيعقب القيصر قصير جديد.. الآن فقط أدرك صدق توقعات أمل دنقل ونفاذ
بصيرته كزرقاء يمامته حينما قال :
لا تحلموا بعالم سعيد ؛
فخلف كل قيصر يموت قيصر جديد
فخلف كل قيصر يموت قيصر جديد
نفس الجماعة التي أنكرت الثورة في
نهدها ، ثم نزلتها علي مضض ، ثم جلست مع عمر سليمان وحاشية الدكتاتور
لتتفاوض معه بينما الميدان يعج بالصرخات المطالبة برحيل مبارك.. نفس
الجماعة التي هجرت الميادين لتكمل سلسلة المفاوضات مع العسكر وخانت ثورة لم
تنتم لها بالأساس.. نفس الجماعة هي التي تحكمنا الآن.. سيناريو كابوسي لم
يكن ليطرأ في الحسبان...
لم يتنحي أحد.. نفس النظام بأدائه ومنهجه وفكره السقيم مازال يحكمنا.. لم يتغير شيء.. لماذا يحتفلون إذن ؟
لم أعد أفهم منطق من يهاجمون الثوار ، أي عهر يسيطر علي أدمغتهم ؟ هل
بالفعل هم مغيبون لدرجة أن يظنوا أن مبارك سقط بهتاف وتلويحة علم ؟ هل
بالفعل يظنون أن هناك نظام يسقط سلميا ؟ أبسط ما تفعله النظم أن تترك
الهاتفين يهتفون (وتصدر لهم الطرشاء).. نصر الثورة يأتي بالمقاومة.. نصر الثورة يأتي بخلق حالة شلل للبلد لا يستطيعون معها مناصا.. نصر الثورة يأتي بالنضال والدم والعرق...
الثورة إذن مستمرة لتكمل ما بدأته من سنتين.. الثورة مستمرة لتطهر البلد من سيطرة العهر علي مصائر أهلها.. الثورة مستمرة لتنتشل الشعب من براثن الضياع وغياهب الجهل والنسيان.. الثورة مستمرة
لتفهم المواطن المعدم المطحون معني كونه مواطن وماهية حقوقه في بلد اعتادت
سرقته حتي لم يعد يملك ما يكفي لإطعامه مرة في اليوم حتي.. الثورة مستمرة كي يجد أطفال الشوارع سقف يعصمهم العراء ، وغطاء يعصمهم البرد الذي ينخر عظامهم ، وحياة كريمة تجنبهم مهانة التسول.. الثورة مستمرة ضد الأفكار التي لم تسقط بعد.. الثورة مستمرة مادام أبناؤها يمسكون عصاها من الطرف.. الثورة مستمرة ما دام في صدور أبناء ميادينها نفس لهتاف...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقك يهمنا لتقيم مواضيعنا ...... من حق أي شخص التعليق ولكن ليس من حق أي أحد التعدي علي الاخرين فحريتك تنتهي عندما تبدأ حريه الاخرين وشكرا ....
وتذكر انه (( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))